محللون نفسيون يَردّون

إلى جميع المحللين النفسيين، المعالجين النفسيين التحليليين
وكل المهتمين بالتحليل النفسي

[اتبع هذا الرابط لتوقيع اسمك]

اليوم، 23 ديسمبر 2024، يصادف اليوم الـ 444 للإبادة الجماعية في فلسطين. نحن مذهولون من أن مؤسساتنا ومجتمعاتنا المهنيّة المختصّة بالتحليل النفسيّ، وبعد مرور أكثر من 15 شهرًا، ما زالت ترفض اتخاذ موقف أخلاقيّ ضد الإبادة الجماعيّة والجرائم المتنوعة ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل وقواتها المحتلة

حتى مع اعتراف منظمات مثل منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، وأطباء بلا حدود، وبتسيلم، والمحكمة الجنائية الدولية، والمركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان والمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ووصولهم إلى توافق على أن العنف في فلسطين هو إباديّ وعلى أن إسرائيل تمارس نظام الفصل العنصري في الأراضي المحتلة، فإننا لم نعلم بوجود أي منظمة تحليل نفسي قد أصدرت بيانًا يدين العنف والوحشية للمشروع الإسرائيلي التوسعي. هذا المشروع، الذي يُنفذ بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، يتمثل في القتل الممنهج للشعب الفلسطيني، ومحو أجيال بأكملها، والاستهداف العمد للأطفال، والتجاهل السافر للقانون الدولي، والتدمير الكارثيّ للبنية التحتية، مما يجعل البقاء في أرض فلسطين شبه مستحيل. كما يشمل الاستهداف المتعمّد للكوادر الطبية، والمتخصصين في الصحة النفسية بمن فيهم علماء النفس والأطباء النفسيين، والصحفيين؛ والتسارع المرعب لتغير المناخ بسبب الانبعاثات الناتجمة عن القصف والغزو البري.

بالرغم من أن هذه الوحشية تُبَثّ مباشرةً، مما يجعلها الإبادة الجماعية الأكثر توثيقًا في التاريخ، خذلتنا منظماتنا المهنيّة بعدم تسميتها الأمور بمسمّياتها - والتسمية هي من أهم القيم في التحليل النفسي. ولم تكتفِ هذه المؤسسات بمواصلة عملهم كالمعتاد، مما يخون بعضًا من المبادئ الأخلاقية الأكثر أهمية في مهنتنا وهي واجب الدلالة والشهادة على الأذى، بل استخدموا مفاهيم تحليلية (مثل “الانقسام”) لردع المحللين عن استخدام الأفكار التحليلية لفهم هذا العنف غير المحدود.

:إذا لم يقم أحد بذلك، فإننا في ‘محللون نفسيون يرُدّون‘ سنقوم بذلك

ندعو المحلّلين النفسيين، والمرشحين لنيل إجازة التحليل النفسيّ، والمعالجين النفسيين التحليليين، وكل من يهتم بالتحليل النفسي للتوقيع على هذه الرسالة من أجل التالي

مبادرات التعدّديّة والمساواة والشمول التي تتناول النوع الاجتماعي والجنسانية والعنصرية داخل مهنة التح النفسي لا تعني شيئًا طالما استمر المجال في الصمت بشأن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل. لم يكن التحليل النفسي ولم ينهج يومًا بشكلٍ أكثر "بياضًا" مما هو عليه الآن: هذا هو الوقت لإبعاد هذا المجال عن المشاريع الإمبريالية، والعنصرية، والاستعمارية، والمشاريع الإثنو-قومية. 

:نطالب بما يلي